تمـــر الفـــرض .
في سلطنة عمان 40 صنفاً من التمور . . أنواع مختلفة تتوزع بين الولايات العمانية تحددها طبيعة المناخ وإن كان هناك منطقتان رئيسيتان لزراعة التمور . . وبين هذه الأنواع الأربعين هناك نوع له بريق خاص لكل العمانيين وأطلق عليه مؤخراً بلغة العصر الحديث الفياجرا العمانية . . أما اسمه المعروف به هو تمر الفرض ويطلقون عليه أيضاً مسمار الركعة وعمود الأرض . . وسبب هذه التسميات يعود إلى الفوائد الغذائية الكبيرة التي تمد الجسم بما يحتاج إليه من طاقة ورشاقة وقدرة فحولة هائلة للرجال بشهادة الأجداد والآباء وبشهادة الجيل الجديد أيضاً من الرجال الشبان .
يعتبر تمر الفرض الغذاء الأساسي للعمانيين في أسفارهم وترحالهم فهو كما يقولون يمدهم باالنشاط والقوة والحيوية طوال اليوم مع بعض الحليب . . ومع القيمة الغذائية المعروفة للتمور والفوائد المعروفة عنها مثل: تنشيط الكبد وتخفيف نسبة الأملاح الزائدة في الجسم وامداد الجسم باالبروتين والدهون والأملاح المعدنية مع وجود نسبة من الألياف به التي تساعد حركة الأمعاء ، إلاّ أنّ تمر الفرض يزيد على كل هذه الفوائد بتقديم المناعة الطبيعية للجسم ضد الأمراض ويساعد على بناء الجسم وتشغيل الجهاز العصبي ونمو العظام . . وتنتقل أيضاً هذه الفوائد معه في الدبس ( أو عسل التمر ) والسكر والخل الذي يستخرج منه .
# صفـــات الفـــرض : -
تمر الفرض له صفات قد تختلف قليلاً عن أنواع التمور الأخرى ويسهل على العارفين به وبتلك الصفات التفرقة بينه وبين غيره من التمور . . فهو متوسط الحجم ويبلغ متوسط وزن الحبة الواحدة حوالي ثمانية جرامات ونصف الجرام ونسبة حلاوتها عالية والجلد أو القشرة رقيقة واللحم بني صافي . . واللون الخارجي عند النضج بني محمر والأشواك على الجريد خفيف وحجم التاج كبير والعروق متجانسة .
أما الصفات الكيميائية لثمرة تمر الفرض هي أنّ 70 في المائة منها سكريات والباقي رطوبة وكل مائة جرام تمر تعطي ما يعادل 183 سعراً حرارياً . . لذلك فهي عالية السعر بشكل كبير مقارنة بأنواع كثيرة من التمور والفواكه .
# أصنـــاف مميـــزة : -
من المعروف في عمان ومنذ عهود سابقة أن النخلة العمانية هي الكنز المتوارث جيلاً بعد جيل . . وهي صفة قد تشترك فيها عمان مع الدول الخليجية حيث يعتبر المجتمع الخليجي النخلة مثل أحد أفراد الأسرة يعتني بها ويقوم برعايتها ويعتمد عليها . . وفي عمان تعتبر النخلة مصدر الرزق والقوت وهي الغذاء الرئيسي والدواء . . وهناك أصناف عالية الجودة مثل: الخلاص والخصاب والزبد وهي تبعاً لأهميتها بدءاً من النعال الذي يجود بخيراته مبكراً في بداية الجو الحار وانتهاءاً باالفرض تعتبر المصدر الرئيسي لعمل مصانع التمور التي تقوم باالحفظ والتعبئة والتصدير حيث يوجد مصنعان للتمور في الرستاق ونزوى .
# مبيعـــات متزايــــدة :-
ومع تطور صناعة التمور واستخدام طرق التسويق الحديثة تزايدت نسبة مبيعات التمور وانتعشت صناعتها خاصة بعد أن اهتمت وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة بإظهار تاريخ التمر وأهميته للناس . . وأدى ذلك إلى تواصل استخدام الأجيال للتمور حتى بعد انتقال المجتمع العماني والمجتمعات الخليجية إلى شكلها الحديث . . كما ساهمت اهتمامات الحكومات الخليجية باالنخيل كتراث وإرث مميز في المنطقة في ترسيخ أهمية التمور الغذائية في عقول أبناء المنطقة . . ولايمكن إغفال دور الوافدين العرب الذين يعيشون في منطقة الخليج في نقل هذه المعلومات كثقافة إلى مجتمعاتهم وتنبيه هذه المجتمعات إلى أهمية التمور وأنواعها . . وباالفعل أدى كل ذلك إلى انتشار الصناعات التمرية إن جاز التعبير في المجتمعات العربية . . ولاتزال هناك فرص أكبر للإنتشار والنمو . . حيث الأسواق العربية القادرة على استيعاب أضعاف الكميات الحالية وكذلك المجتمعات الغربية التي باتت الآن تتجه إلى الطب البديل واستخدام الخامات الطبيعية في الغذاء والعلاج .