المدرسة الإباضية وبناء المؤسسات
المدرسة الإباضية وبناء المؤسسات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين . وبعد :
الكل يتأوه ويتحسر و... و... من حال الإباضية ، وكيف لم يكتب لهذه المدرسة العظيمة الانتشار والتوسع وإنما العكس كان مصيرها ، وكل شخص فيها يلقي اللوم على الآخر ، وكأن المسؤولية فردية لا يتحملها إلا العلماء والمشائخ .
للأسف الشديد أننا حينما نتذكر الإمام جابر بن زيد وأبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة والربيع و... و... نتذكر فقط شخصياتهم و (كراماتهم) ولكننا نغفل عن الوسيلة والمنهجية التي ساروا عليها في بناء المدرسة الإباضية ونشر فكرها ومنهجها.. فاللقاءات السرية التي كان يعقدها الإمام جابر بن زيد مع أتباعه ، والمجالس التي أسسها الإمام أبي عبيدة والإمامات والدول التي أقامها أتباع المذهب و... و... مؤسسات كان لها الدور الأكبر في نشر فكر المدرسة الإباضية وضمان استمرارها .
أما نحن اليوم فاكتفينا بإلقاء الدروس والخطب والمحاضرات و... و... ثم نأتي ونقول إن المذهب الإباضي لم يحرك ساكنا رغم تلك الدروس والخطب والمحاضرات والكلام الطويل والقصير...
نعم ،،، لا غنى للمذهب الإباضي من وسائل التوعية المتمثلة في إلقاء المحاضرات والدروس والخطب ، ولكن هل هذه الوسائل هي التي ستكتب لهذه المدرسة البقاء والانتشار والتوسع وتقبل منهجها من قبل المجتمعات ؟؟؟؟؟؟؟
إن المشكلة التي عاشتها وتعيشها المدرسة الإباضية هي عدم أو قلة وجود (المؤسسات) وأقصد بالمؤسسات :
- المراكز الصيفية .
- المكتبات العامة .
- المؤسسات التي تعتني بتدريس فكر المذهب .
- المؤسسات التجارية التي تراعى فيها حدود الله عز وجل .
- المؤسسات التي تتكفل بنشر الكتب والأشرطة وكل ما ينتجه المذهب .
وغيرها الكثير ..
فالمجتمع لا يريد منا أن نزيد في الكلام بل يريد منا أن نوفر له الوسيلة التي يستطيع من خلالها طاعة الله عز وجل والسير على منهج الحق .
فقبل أن نقول للناس أن الاختلاط محرم وأن الاختلاط من أضراره كذا وكذا... لماذا لا ننشئ المؤسسات التي بدورها تمنع الاختلاط كبناء المدارس وفتح المحلات التي يمنع فيها الاختلاط و... و...
بهذه الطريقة - طريقة بناء المؤسسات - ستستطيع المدرسة الإباضية تثبيت جذورها ونشر فكرها ومنهجها وضمان انتشارها وتوسعها.. ولقد سبقنا في ذلك أصحاب المدارس الأخرى حيث اهتموا بهذا الجانب أيما اهتمام فانظروا لمدارسهم كيف غدت..
ومن أراد أن يتوسع في هذا الموضوع فليرجع إلى محاضرة لسعادة الشيخ أحمد السيابي بعنوان : "من معالم المدرسة الإباضية" والتي ألقاها في جامع الإمام محمد بن عبد الله الخليلي ببهلا ، والشريط موجود في (مؤسسة) مكتبة الندوة العامة ببهلا .
|