رسالة إلى معالي مدير جامعة الإمام ووكيله لشؤون المعاهد العلمية

[أحمد حمدان]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
المسؤول عندما يصرح فإنه بلا شك درس النتيجة من تصريحة والهدف الذي يصبوا إليه من وراء هذا التصريح ، فلا بد أن يكون له هدف نبيل من وراء التصريح ، ولا بد أن تكون النتيجة لهذا التصريح إيجابية ، ولا بد أن يكون متأكداً من صدقه وموضوعيته وخاصة في هذا الزمن الذي لم تعد تنطلي على الناس فيه الأحاديث الملفقة الكاذبة ، فإذا ما صرح المسؤول بشيء وهو يعرف سلفاً أنه كاذب و أنه لن يقول الحقيقة فإن هذا وللأسف شئ مخجل جداً 0
الذي دعاني للكتابة في هذا الموضوع ما صرح به الأستاذ / إبراهيم بن مقحم المقحم مدير الشؤون الطلابية بوكالة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية لمرآة الجامعة العدد (274) الصادر في يوم الاثنين الموافق 29/1/1422هـ ولي عليه ملاحظتين :
الأولى : قوله أن سبب عدم قبول طلاب المعاهد في الكليات العسكرية راجع لطاقتها - أي الكليات العسكرية - الاستيعابية 0
الثانية : أن سبب النقص الذي حصل لطلاب المعاهد العلمية هذا العام كان بسبب حرص الجامعة تمثلها المعاهد باختيار النوعية المتميزة من الطلاب 0
أولاً : أسأل الأستاذ الفاضل هل يستطيع أن يثبت أن سبب عدم قبول الطلاب في القطاعات العسكرية راجع لطاقتها الاستيعابية ، نحن أناس لنا أقارب ونعيش في المجتمع الذي ربما أن الأستاذ الفاضل يعيش في معزل عنه ونسمع ما قيل لأبنائنا عندما ذهبوا إلى معاهد عسكرية بشهادة الثالثة الثانوية بتقادير لا تقل عن جيد جداً ، فضلاً عن الكليات التابعة للقوات المسلحة قيل لهم وعلى الملاء وهم في ساحة الانتظار لا قبول لطلاب المعاهد العلمية فهل يستطيع الأستاذ وهو المسؤول عن الشؤون الطلابية أن يستخرج تصريحا من أحد المسؤولين المعنيين بهذا الموضوع أن السبب هو عدم وجود أماكن شاغرة فقط 0
ثانياً : ألا يعرف الأستاذ الفاضل أن كثيراً ممن تم قبولهم في المعاهد كان بدون مقابلة إلا مقابلة صورية فقط نظراً لقلة المتقدمين وأنا أرجو من الأستاذ الفاضل أن يجري استبياناً ويعلنه في مرآة الجامعة يصدق قوله أن المسجلين خلال العام الماضي كانوا من المتميزين وأصحاب تقديرات مرتفعة 0
ثالثاً : لو تأكد الأستاذ الفاضل وربما يكون هو ممن يعمل هذا أن كثيراً من منسوبي الجامعة سواءً أساتذة أو موظفين لهم أبناء لم يسجلوهم في هذه المعاهد والسبب هو نظرتهم إلى مستقبل أبنائهم كما يقال ولذا فإنه من الأصلح لهم من وجهة نظرهم إدخال أبنائهم في المدارس الأخرى لكون مجالها أكثر اتساعاً ، ولما يوجد بها من مواد تلبي حاجة الأبناء وتطلعاتهم 0
وأرجو أن يكون للشؤون الطلابية شرف السبق لعمل استقصاء للموضوع بتوزيع استبانه على منسوبي الجامعة لمعرفة أسباب ذلك 0
أما سبب تقلص أعداد طلاب إن كان الأستاذ الكريم لا يعرف فهي من وجهة نظري الأمور التالية :
q ضعف المناهج في المعاهد وبقاءها على حالتها بدون أي تطوير أو تحديث ( وأنا لا أقصد بالضعف ضعف المادة العلمية فالمادة والحمد لله مادة دسمة وممتازة وما أعنيه بالتطوير أو التحديث ليس تغير هذه المناهج أو تشذيبها وإنما بإدخال الأساليب التربوية في أدائها وتطوير مقدميها ثم تقديمها لأبنائنا الطلاب ) 0 وما ذكره الأستاذ الكريم من أن المناهج تخضع لعملية تقييم شاملة فأنا كنت أحد طلاب المعاهد قبل سنوات وما درسته في تلك الفترة في بعض الكتب أنها على شكل مذكرات ولا زالت إلى الآن فأين التقييم إذاً والأمر كما هو لم يتغير شئ 0
q الضعف الواضح على مدرسي المعاهد حيث أنه يلاحظ عدم تجديد الدماء في عروق هؤلاء الأساتذة الفضلاء وهم بشر مثلهم مثل غيرهم إن لم يجدوا من ييسر لهم الإطلاع على المستجدات التربوية فسيبقون على ما هم عليه وعذرهم أنهم يقدمون حصصهم كما يحلو لهم ( أرجو ألا يفهم مني أنني أتهم أساتذة المعاهد حاشا وكلا فهم أساتذتي ولهم الفضل كل الفضل علي ، وإنما أقصد أنه مر عليهم سنوات طويلة لم يحصل لهم أي دورة أو مؤتمر أو حتى محاضرة في مستجدات التعليم ومتطلباته ) 0
q الناحية الإعلامية للمعاهد أصبحت معدومة بعد أن كانت المعاهد هي حديث المدن والقرى والهجر نظراً للدور الذي كانت تقوم به في التثقيف والدعوة إلى الله والنشاطات المتنوعة من مراكز وغيرها ، ولأن هذه الأمور كلها عطلت تماماً لذا لم يعد للمعاهد ذكر عند الناس فلذا قل الإقبال عليها 0
q ذكرت سابقاً ولا زلت أؤكد هذا وهو عدم قبول الطلاب في الكليات والمعاهد العسكرية لضعفهم في مادة اللغة الإنجليزية أولا ، ولعدم وجود أي خلفية عن الحاسب الآلي ثانيا 0 مع إعلان كثير من المؤسسات العسكرية أنها لم تعد بحاجة لطلاب المعاهد 0
q سحب النقل الذي كان يغذي بعض المناطق النائية ، واقتصار ذلك على عدد محدود 0
q كان لقبول الطلاب المتخرجين من المعاهد في الكليات بالجامعة بدون النظر لتقديراتهم دور في تسابق الطلاب إلى المعاهد ، أما وقد أصبحوا أسوة بغيرهم من الطلاب حيث يقتصر على أصحاب المعدلات العالية ، ونظراً لضخامة مواد المعاهد وصعوبتها فإن أكثر الطلاب يتخرج بتقدير معقول ولذا فإنه لا يطوله الترشيح 0
وعلى هذا فإن تصريح الأستاذ الكريم ليس له أي مصلحة نظراً لعدم مصداقيته فيه ونظراً لأن الجميع من داخل المعاهد أو من خارجها يعرفون أنه كذب صريح ومكشوف ، والذي أرجوه من الأستاذ الفاضل أن يناقش أي تصريح يدلي به ويعرضه على زملائه وأقرانه لمعرفة آثاره الإيجابية والسلبية وبالتالي إما أن يقدم على ذلك أو يتراجع 0
وأخيراً أقول لمعالي الدكتور : محمد بن سعد السالم , و الدكتور بندر بن فهد السويلم أدركا المعاهد قبل أن تموت على يديكما وحينذاك سيكون الذنب عظيماً لأن المعاهد كان لها دور وينبغي أن يستمر هذا الدور ولكن مع التطوير والتجديد ولذا فإنه يجب عليكم :
q المحافظة على الدور الذي كان للمعاهد العلمية والذي يدركه جميع أفراد المجتمع حيث أن أغلب البارزين في جميع مرافق الدولة ممن تتلمذوا في هذه المعاهد أو في الجامعة 0
q السعي إلى التطوير ومواكبة التطلعات التي يصبو إليها الجميع بما لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية 0
q إدخال المواد التي يحتاجها المجتمع حيث أن كثيراً من المتحرجين من طلاب المعاهد لا يستطيعون دخول الجامعات ولذا فإن إعطائهم مداخل في الحاسب الآلي أصبح أمر ضروري 0
q إعادة النشاط وخاصة المراكز الصيفية حيث أنه كان لها دور في تعريف الناس بالمعاهد وبرسالتها السامية 0
q تطوير الجهاز الإداري بوكالة الجامعة وتفعيله أسوة بالجهات التي تماثلها من حيث الاختيار والتدريب والمتابعة 0
q تدريب مدرسي المعاهد على الأساليب التربوية الحديثة ، وجعل التدريب أمراً ضروريا وشاملاً وفق خطة محكمة ومعلنة يستفيد منها جميع المعلمين من داخل الرياض وخارجها لأن التطوير لا يجوز شرعاً أن يقتصر على عدد محدود كمعاهد الرياض فقط 0
q إتاحة الفرصة لمدرسي المعاهد في حضور اللقاءات والمؤتمرات والندوات سواءً بين المعاهد العلمية في كل منطقة أو مع المناطق الأخرى أو مع من يماثلهم من مدرسي وزارة المعارف وذلك لمعرفة الأفكار التي تدور في المجتمع 0
q وأخيراً أقول لهما إن من الواجب عليكما أن تتخذا بطانة لكم من الأشخاص الناصحين الذي يحبون المعاهد ويرغبون في الخير لها ورفعتها ، وأن تتجنبا بطانة السوء الذين سيكون لهم دور في هدم البنيان ونخره من أسفله ، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى 0
أخوكم في الله الغيور على المعاهد والمحب لها والراغب في استمرارها من أجل العطاء والبناء 0