بشرى للمعارضة السورية المغطاة بالدعم الأمريكي

[salim3344]

بشرى للمعارضة السورية المغطاة بالدعم الأمريكي

بقلم : وليد رباح

القطاعات الكبيرة من الشعب العراقي التي تعارض الاحتلال الأمريكي .. سواء كانت تلك المعارضة سياسية أم عسكرية .. تجعلنا نقتنع تماما أن هذا الاحتلال لم يأت لاقامة ما يسمى ٍ(بالديمقراطية) في العراق .. ولم يأت إلا لنهب ثروات الشعب العراقي .. وتحقيق الأمن لإسرائيل .. وتبعا لقناعتنا .. يجب أن تقتنع الإدارة الأمريكية أنها تقوم بما تقوم به بالقسر والقوة .. تحقيقا لاستراتيجية جهنمية تؤكد ما تسعى أليه من نهب الثروات وتأمين الدولة( التجربة) التي اصبح خطرها الداهم يطال الدول العربية والإسلامية بكاملها .. مما يوحي بان إقامة الديمقراطية المزعومة بالقوة .. أمر يعتبر ضد رغبة الشعب العراقي والشعوب العربية قاطبة .. ويتجاوز مقولة الحرب على الإرهاب إلى الحرب على كل من يعارض السياسة الأمريكية في هذا العالم .
وإذا ما كانت الحرب على الإرهاب توجب تدمير الأماكن المقدسة في النجف الإشرف .. فان آثار تلك الحرب سوف تظل ماثلة أمام أعين المسلمين والعرب لأجيال طويلة قادمة .. ولسوف تخلق أجيالا حاقدة على النظام الأمريكي وعملاءه في المنطقة بحيث تزداد هوة العداء جيلا بعد آخر .. ولن ينفع أمريكا ما تقوم به من حشد لجموع العملاء الذين سوف يلاقون مصيرا مؤلما في المستقبل . حتى وان قام هؤلاء في غفلة من الزمان وبدعم من الأمريكيين باستلام دفة الحكم لمرحلة قصيرة في عمر الشعوب ..
وإذا ما كنا نعرف أن عمالة الأفراد غير عمالة الدول .. أدركنا تماما أن أولئك الذين جمعتهم أمريكا من كل حدب وصوب لكي يكونوا من أوائل ( المحتلين ) لبلادهم .. قد اصبحوا يتساقطون واحدا اثر الآخر بفعل اكتشاف أحداث مخزية في حياتهم .. فمنهم من زور ومنهم من قتل وآخرون كانوا يتقاضون الملايين وفئة أخرى أدمنت على قتل شعوبها طمعا في حفنة من الدولارات وشيئا من كراسي الحكم التي أصبحت مهترئة ومزرية . مما جعل أمريكا تعيد حساباتها فكان الجلبي الضحية الأولى بعد أن استنفذ أغراضه وقام بخدمة أسياده ورأى المحتلون أن هناك العديد ممن يمكن أن يكونوا عملاء يخدمونهم اكثر مما خدمهم الجلبي .. ويقينا انهم سيلاقون نفس المصير الذي لاقاه عميل نصاب محترف سرق أموال الناس في البنوك ثم اتجه لسرقتها من أهله في العراق .
وإذا ما كنا نعترف بملء عقولنا أن هناك فئة من المعارضة السورية .. تقوم بما قام به الجلبي من قبل .. فان الطمع في أن يصبح أولئك ضمن الجوقة الموسيقية الأمريكية تجعلهم يراهنون على مناصب يمكن أن يتولوها عندما تدخل القوات الأمريكية ارض سوريا العربية ناسين أن الشعب السوري الذي دوخ الاستعمار الفرنسي طيلة عقود .. وحاسب عملاءه اشد المحاسبة .. سوف يكون مقبرة (جماعية) لهم .. ولسوف يكتب التاريخ عنهم انهم كانوا ضد وطنهم ودينهم وحتى ضد أنفسهم .. وفي احسن الحالات سوف يلاقون ما لاقاه الجلبي بعد انتهاء مدة صلاحيته واكتشاف أفعاله المنكرة ..
لقد كتبنا اكثر من مرة .. أننا ضد النظام السوري لما يفعله بشعبه .. فقد كانت المقابر الجماعية في العراق موازية للمقابر الجماعية في سجون النظام السوري .. ولكن ذلك لا يغفر أبدا لأولئك الذين يصرخون في منافيهم ويطالبون القوات الأمريكية بغزو سوريا ووجوب اتخاذها موقفا عسكريا ضد سوريا .. طمعا في فتات الخيانة .. سواء كان منصبا أو عملة أمريكية .. وأنني أطمئنهم بان الغزو يعني أن لا تقوم قيامة للوطن العربي السوري لأجيال كثيرة قادمة .. ولسوف يكون الاستهداف الأول لبنيته التحتية ثم إلى مقدساته كما يجري في العراق الآن .. ولسوف يكون الغزو سهلا .. لان السوريين غير مستعدين للدفاع عن النظام السوري .. ولكنهم حتما .. سوف يموتون بالآلاف عندما يقدم المحتل على تدمير أماكنهم المقدسة وشخصيتهم التاريخية التي يعتزون بها .
ورغم أننا نعرف أن الدرس القاسي والمؤلم لقوات الاحتلال في العراق .. سوف يجعل هذه الإدارة تفكر مليون مرة قبل أقدامها على عمل عسكري ضد سوريا .. فأننا ندرك تماما أن محاسبة أولئك الذين يصرخون من منافيهم بوجوب ذلك الغزو هم فئة قليلة تعد على أصابع الرجلين والقدمين .. وأن تأثيرهم يمكن أن يكون فاعلا لو كانوا في وطنهم سوريا .. أما وهم يصرخون في الخارج فانهم ينفخون في قربة مقطوعة من الطرف الآخر .
وإذا كانت مقدسات النجف تتعرض ألان لقصف مدفعي وصاروخي بهدف القضاء على مقاومة مقتدى الصدر وأنصاره .. فان الغد إذا ما نفذت أغراض فئة من المعارضة السورية سوف يشهد قصفا مستمرا للمسجد الأموي في سوريا .. وعندها فقط .. سوف يقف المعارضون على حجارة المسجد الأموي وهم يرفعون علامة النصر إيذانا بمحاربتهم النظام السوري بشلال الدم الأمريكي والسوري معا .. ولسوف يمنون على ذلك الشعب بأنهم كانوا من أوائل الذين ركبوا أول دبابة متجهة إلى دمشق .. ولكني أطمئنهم ٍ.. إن ذلك مثل حلم إبليس بان يغفر الله له .. فالجنة بعيدة عن عقولهم وعيونهم وأجسادهم .. بل وحتى أحلامهم .