أهلاً و سهلاً بك في خيمتنا أخي أحمد..
و لك ما طلبت..و جزاك الله خيراً في السؤال عن هذه القصيدة الرائعة..
و هذا نصّها الكامل والله أعلم..
بسم الذي أنزلت من عنـده السـور=والحمـد لله أمـا بعـد يـا عـمـر
إن كنت تعلم مـا تبقـي ومـا تـذر=فكن على حـذر قـد ينفـع الحـذر
واصبر على القدر المقدور وارض به=وإن أتـاك بمـا لا تشتهـي القـدر
فما صفى لامرىء عيش يسـر بـه=إلا وأعقـب يومـا صفـوه كــدر
قد يرعوي المرء يوما بعـد هفوتـه=وتحكـم الجاهـل الأيـام والعـبـر
إن التقـى خيـر زاد أنـت حاملـه=والبر أفضل مـا تأتـي ومـا تـذر
من يطلب الجور لا يظفـر بحاجتـه=وطالب العدل قد يهـدى لـه الظفـر
وفي الهدى عبر تشفى القلـوب بهـا=كالقلب يحيى به من موتـه الشجـر
وليس ذو العلـم بالتقـوى كجاهلهـا=ولا البصير كأعمى مـا لـه بصـر
والذكـر فيـه حيـاة للقلـوب كمـا=تحيا البلاد إذا مـا جاءهـا المطـر
والعلم يجلو العمى عن قلب صاحبـه=كما يُجَلِّي سـواد الظلمـة القمـر
لا ينفـع الذكـر قلبـا قاسـيـا أبــدا=وهــل يلـيـن لـقـول الـواعـظ الحـجـر
ما يلبث المرء أن يبلى إذا اختلفت=يوما على نفسـه الروحـات والبكـر
والـمـرء يصـعـد ريـعـان الشـبـاب بــه=وكــل مصـعـدة يـومــا ستـنـحـدر
وكـل بيـت سيبلـى بـعـد جـدتـه=ومــن وراء الشـبـاب الـمـوت والكـبـر
والموت جسر لمن يمشي على قدم=إلى الأمور التي تخشى وتنتظر
فـهـم يـمـرون أفـواجـا وتجمـعـهـم=دار يـصـيـر إلـيـهـا الـبــدو والـحـضـر
كم جمع قوم أشتَّ الدهـر شملهـم=وكـل شمـل جميـع سـوف ينتثـر
ورب أصـيـد ســام الـطـرف مقتضـبـا=بالـتـاج نيـرانـه لـلـحـرب تسـتـعـر
يظـل مفتـرش الديبـاج محتجـبـا=علـيـه تبـنـى قـبـاب المـلـك والحـجـر
إلـى الفنـاء وإن طالـت سلامتهـم=مصيـر كـل بـنـي أنـثـى وإن كـبـروا
إذا قـضـت زمــر آجالـهـا نـزلــت=عـلــى منـازلـهـم مـــن بـعـدهـا زمـــر
أصبحتـم جـزرا للمـوت يأخذكـم=كما البهائم فـي الدنيـا لكـم جـزر
أبعـد آدم ترجـون الخلـود وهـل=تبقى الفروع إذا ما الأصـل ينعقـر
وليس يزجركم مـا توعظـون بـه=والبهم يزجرهـا الراعـي فتنزجـر
لا تبطروا واهجروا الدنيا فـإن لهـا=غبا وخيمـا وكفـر النعمـة البطـر
ثم اقتدوا بالأولى كانوا لكـم غـررا=وليـس مـن أمـة إلا لهـا غـرر
متى تكونـوا علـى منهـاج أولكـم=وتصبروا عن هوى الدنيا كما صبروا
ما لي أرى النـاس والدنيـا موليـة=وكل حبـل عليهـا سـوف ينبتـر
لا يشعرون إذا مـا دينهـم نقصـوا=يوما وإن نقصـت دنياهـم شعـروا
حتى متى أك في الدنيـا أخـا كلـف=في الخد منـي إلـى لذاتهـا صعـر
ولا أرى أثرا للذكـر فـي جسـدي=والحبل في الحجر القاسي لـه أثـر
لو كان يسهر ليلـي ذكـر آخرتـي=كمـا يؤرقنـي للعـاجـل السـفـر
إذا لداويـت قلبـا قـد أضـر بـه=طول السقام وكسـر العظـم ينجبـر
ثم الصلاة علـى المعصـوم سيدنـا=ما هبت الريح واهتزت بها الشجـر
<******>doPoem(0)******>
سابق البربري
الله أكبر ما أروعها من قصيدة..
أخوك
محمد