مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 11-09-2006, 09:19 AM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي مبادئ الإسلام ... لأبى الأعلى المودودى (2)

الإنسان : طبيعته وخاصيته .



يحدد القرآن الكريم فى نصوص كثيرة علاقة الإنسان بالله سبحانه وتعالى ، والمبادئ التى تتبع نتيجة لهذه العلاقة . هذه الرسالة تتلخص فى الآية الكريمة الآتية :::

"إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمبِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِوَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْبِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " ( الآية 111 من سورة التوبة )

فى الآية السابقة التى بها تتحدد علاقة الإنسان بالله كيف يجب أن تكون ، فبالنسبة للإنسان ( الإيمان ، والثقة ، والإعتقاد فى الله ) يسمى صفقة . أى أن هذه العلاقة بالنسبة للمؤمن يجب أن تكون علاقة يقينية ، يقايض فيها الإنسان نفسه وماله بوعد من الله سبحانه وتعالى بدخول الجنة فى الآخرة . الله ... إذا جاز التعبير ... يشترى حياة المؤمنين وممتلكاتهم ، لقاء دخولهم الجنة بعد الموت . هذا المفهوم للصفقة والميثاق ، لهما نتائج هامة ولابد أن يفهما بوضوح تام .

كل شئ فى هذه الحياة ملك لله سبحانه وتعالى ، وبناء عليه فحياة الإنسان وممتلكاته ، التى هى جزء من الحياة ، هى له ، لأنه خالقها وموجدها ، وكل إنسان مؤتمن عليها ، وإذا نظرنا من هذه الزاوية ، السؤال الذى يفرض نفسه فى مسألة " البيع " ، و " الشراء " ، من الظاهر أنه لا يجب أن يثار بالمرة ! فالله ليس فى حاجة ليشترى ما يملكه ، والإنسان ليس من حقه أن يبيع ما لا يملكه فى الحقيقة !

ولكن هناك الشئ الوحيد الذى منح للإنسان ، والذى يمتلكه ، وهو إرادته الحرة التى تعطى له الحرية فى أن يتبع طريق الله ، أو لا يتبعه . هذه الإرادة الحرة للإختيار ، لا تجعل الإنسان تلقائيا المالك الحقيقى للقوة والمصادر التى تحت يده ، ولا تعطيه الحق فى استخدامها كما يشاء . رغم ذلك نتيجة لهذه الإرادة الحرة ... إذا هو شاء ... فله أن يعتبر نفسه متحررا من التزامته لله ، ومستقلا عن أية إرادة عليا . هنا يظهر جليا الإجابة على سؤال المقايضة فى البيع والشراء .

المقايضة هنا لا تعنى أن الله سبحانه وتعالى ، يشترى شيئا ملكا للإنسان . طبيعة تلك المقايضة هى هذا :::
كل الخليقة هى ملك لله ، ولكن الله منح الإنسان بعض الأشياء لكى يستخدمها بنفسه ، فالله يطلب من الإنسان مختارا ومتطوعا ، أن يعترف بذلك . الشخص الذى إختيارا منه يتنازل عن حريته فى رفض سيادة الله ، وفى المقابل يعترف بقيوميته ، ونتيجة لهذا فهو يبيع ذاته لله ( التى هى أيضا منحة من الله ) ، فهو بهذا سيشترى وعدا من الله بالجنة .

الشخص الذى يعقد مع الله هذه الصفقة هو المسلم الحق ( المؤمن ) ، والإيمان هو الإسم الإسلامى لهذه الصفقة ؛ أما الشخص الذى اختار ألا يدخل فى هذه الصفقة ، أو عدل عنها بعد أن دخلها ولم يلتزم بها ، فهو الكافر . اجتناب هذا العقد ، أو الخروج منه يعتبر تقنيا أنه الكفر .

هذه هى طبيعة هذا العقد ... دعنا الآن باختصار ندرس المعالم والإشتراطات المختلفة :::

1 - وضعنا الله سبحانه وتعالى لنختار لأنفسنا فى منطقتين :::

أ - للإنسان الحرية ، لكن مع هذا ، فهو يريد أن يرى هل ظل الإنسان طائعا ومخلصا له ؟ أو أنه رفض خالقه ؟ ... هل ظل نبيلا أو أخذ فى هذه الألاعيب والحيل التى تجعل الملائكة تبكى .

ب - الله سبحانه وتعالى يريد أن يعرف ، هل الإنسان عنده الثقة الكافية بوعده ، ليقدم نفسه وماله فى مقابل وعد له بالجنة فى الآخرة ؟

2 - هناك قاعدة فى الإسلام تتضمن أن من يتمسك ببعض التعاليم فيه ، وأن من يقبل ذلك ، يكون مؤمنا . ليس لأحد الحق فى أن يخرج مثل هذا الرجل من ربقة الإسلام ، أو يقصيه عن أمة الإسلام ، إلا إذا أتى بشئ بين واضح بأن قاعدة إيمانية قد أنتهكت . هذا هو الوضع القانونى . ولكن بالنسبة لله ، فإن الإنسان يكون مقبولا حينما يستسلم كاملا لله ، ويعطى طواعية حريته لإرادة الله . هى حالة من الإعتقاد والعمل ، نابعة من القلب ، أن يعطى الإنسان نفسه كاملة لله ، مستسلما لإرادته سبحانه وتعالى .

قد يقرأ الرجل القرآن ، ويقبل الصفقة ظاهريا ، ويصلى ويأتى بالعبادات ، ولكنه فى قلبه يعتقد بأنه المالك والسيد ، لنفسه ، وللقوى التى منحت له ، فبالرغم من أن الناس يعتبرونه مؤمنا ، إلا أنه فى نظر الله غير ذلك . لم يدخل حقيقة فى الصفقة التى ذكرها القرآن لتكون جوهر الإنسان المؤمن . إذا لم يستخدم الإنسان ما سخر له بالطريقة التى حددها الله له ، ولكن استخدمها فيما نهاه الله عنه ، فمن الواضح أنه لم يبع نفسه وما يملك لله ، أو أنه أخرج نفسه من هذه المقايضة بتصرفاته .

3 - هذه السمة هى التى جعلت المسلم مختلفا عن غير المسلم . المسلم هو الذى يعتقد جازما فى الله ، يجعل حياته كلها فى طاعته ، مستسلما لإرادته . لا يتصرف أبدا بغطرسة ، أو بأنانية ، أو يعتقد أنه سيد قدره ، وإذا أصابه شئ من النسيان ، وأدرك ذلك ، يعود فورا إلى الله طالبا مغفرته ، تائبا من هذا الخطأ .

فيما تنطبق هذه القاعدة على الأفراد ، فهى تنطبق أيضا على المجتمع المسلم ، فلا يجوز له أبدا الخروج عن طاعة الله ، فى نظامه السياسى والإجتماعى والثقافى والإقتصادى ، والعلاقات العالمية ، كلها لابد أن تتناغم مع التوجيه الإلهى . أية انتهاكات غير متعمدة عن هذا النهج ، لابد لها أن تصحح فور إدراك هذا الإنحراف .

ليسوا من المؤمنين أولئكم الذين يحيدون عن منهج الله ، معتقدين أن السيادة لهم فى الأرض ، أى إنسان يسلك مثل هذا الطريق ، حتى لو حمل إسما من أسماء المسلمين ، فهو ينهج طريقا غير طريق المؤمنين .

4 - إرادة الله سبحانه وتعالى ، هى التى يجب على الإنسان أن يتبعها ، وهى التى أوحى الله بها لهداية الإنسان ولا يجوز له أن يحددها بنفسه ، فالله نفسه قد أوضحها وبينها له ، ولا غموض في تعاليمه سبحانه وتعالى . ولهذا فإذا أراد المجتمع أن يكون وفيا للعهد ، فعليه أن يلتزم بكتاب الله سبحانه وتعالى ، وبسنة نبيه عليه الصلاة والسلام .

من الواضح من المناقشة السابقة ، لماذا كان الجزاء " والثمن " مؤجلا للحياة بعد الموت ؟

الجنة ليست مكافأة لمجرد تنفيذ هذه الصفقة ، الجنة مكافأة للإخلاص فى التنفيذ . إن لم يلتزم البائع بشروط العقد ، فهو لن ينال المكافأة . الإجراء الأخير " للمزاد " ، لن يتحقق إلا فى اللحظة الأخيرة من حياة البائع على الأرض .

هناك نقطة أخرى ذات مغزى تنبثق من السياق من الآيات السابقة لآية المقايضة هذه فى القرآن الكريم ، الآيات السابقة تشير إلى هؤلاء الذين يدعون الإيمان ، ويظهرون الطاعة لله ، ولكن عند الحساب يوم القيامة ، يتضح أن أعمالهم لم تكن خالصة لله . بعضهم أهمل يوم الحساب ، وخان السبب من العرض على الله . والبعض الآخر رفض التضحية بحياته وما يملك لله . بعد أن انتقدهم القرآن الكريم بأنهم غير مخلصين لله ، أوضح بجلاء أن الإنسان هو عهد ، عهد بينه وبين الله . لا مجرد أعمال بدون إعتقاد جازم بألوهيته سبحانه وتعالى . الإعتراف بحقيقة أن الله الواحد الأحد العظيم ، هو رب الكون ورب الإنسان ، وأن حياته وما يملك هى له ، ويجب أن تبذل فى سبيله وفى رضاه وهديه . إذا تبنى الإنسان غير الطريق الذى حدده الله ، فهو غير مخلص فى إيمانه . فقط هؤلاء الذين باعوا أنفسهم وما يمتلكون لله ، والذين اتبعوا ما أمر به الله فى كل المجالات ، هم فقط المؤمنون .

منهج الحياة :::

حياة الإنسان الفردية والإجتماعية فى الإسلام ، هى تدريب له لتقوية صلته بالله . الإنسان نقطة البدء فى ديننا ، عليه القبول بهذه العلاقة ، بفكره وعزيمته ؛ الإسلام يعنى إسلام الوجه والإرادة لله فى كل مجالات الحياة . والذى يحدد هذا التوجه يسمى " الشريعة " . ومنابعها هما كتاب الله " القرآن " ، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م