مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 11-09-2006, 09:22 AM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي مبادئ الإسلام ... لأبى الأعلى المودودى (3)

منهج الحياة :::

حياة الإنسان الفردية والإجتماعية فى الإسلام ، هى تدريب له لتقوية صلته بالله . الإنسان ، نقطة البدء فى ديننا ، وقبول هذه الصلة بوجدانه وعزيمته هى المطلوبة منه ؛ فالإسلام هو لإستسلام لله فى كل مناحى الحياة . والذى يحكم هذا الإستسلام هى " الشريعة " ، ومصادرها القرآن الكريم وسنة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .

كتاب الله الأخير وتعاليم رسوله الخاتم ، يقفان الآن كمصدرين لهذه الحقيقة . فكل من يوافق على الحقيقة التى جاء بها النبى ، وذكرها القرآن الكريم فليتقدم ويسلم إرادته لله . هذا التسليم هو ما يسمى بالإسلام ، وهو المطلوب من الإنسان فى الحياة الدنيا ، وهؤلاء الذين بسلمون إرادتهم لله طائعين ، مستسلمين لعظمته ، وينظمون حياتهم بناء على هذه الشريعة يسمون المسلمون .

كل هؤلاء الأشخاص يرتبطون فى مجتمع ، ومن هنا جاء " مجتمع المسلمين " . مجتمع عقائدى ، يختلف إختلافا جذريا عن تلك المجتعات المؤسسة على الأعراق ، واللون ، والحدود . مجتمع يتكون نتيجة الإختيار الحر ، للمقايضة بين الإنسان وبين الله الخالق سبحانه وتعالى . هؤلاء الذين يدخلون فى هذه الصفقة يعترفون بأن الله ربهم ، وأن تعاليمه لهم مقدسة ، وأوامره مطلقة . وهم أيضا يقبلون كلمته بلا تردد عن تحديد الخير من الشر ، الصحيح من الخطأ ، الحلال من الحرام . بالإختصار حرية المسلم محددة بأوامر الله الواحد . وبعبارة أخرى ، فإرادة الله وليست إرادة الإنسان هى المصدر الرئيسى للقانون وللمجتمع الإسلامى .

حينما يظهر مثل هذا المجتمع للوجود ، فالكتاب والسنة هما اللذان يحددان منهج حياته ، ويسمى ذلك " الشريعة " ، وهذا المجتمع ملتزم بأن يشكل حياته بناء على العقد الذى دخل فيه مع الله . ولهذا فمن غير المعقول للمسلم الحق ، أن يتبنى عمدا نظاما للحياة مختلفا ، لا يعتمد على هذه " الشريعة " . إذا فعل هذا ، فقد نكث العهد وأصبح تصرفه " غير إسلامى " .

ولكن لابد لنا أن نفرق بين الذنوب اليومية التى تقترف ، وبين تعمد الخروج عن الشريعة . الأولى أى الذنوب اليومية ، لا تعنى نقض العهد ، بينما الأخرى تعنى ذلك . النقطة التى يجب أن تفهم بوضوح ، هى أن المجتمع المسلم الرافض لتطبيق الشريعة عمدا وهو يشعر بذلك ، ويستورد قوانين من أية جهة أخرى ، فمثل هذا المجتمع قد أخل بعهده مع الله ، ولا يستحق أن يسمى إسلاميا .

الأهداف والخواص

الأهداف الرئيسية للشريعة هى أن تجعل حياة الإنسان مبنية على المعروف والطيبات ، وتطهرها من الفحشاء والمنكر. وتعنى كلمة " معروف " ، الأشياء الحسنة التى يقبلها ضمير الإنسان السوى . وبالعكس فكلمة " منكر " ، تعنى كل الأشياء التى يرفضها ويدينها الضمير السوى . وبالإختصار ، المعروف هو ما يتوافق مع طبيعة الإنسان ، والمنكر هو ما يكون ضد طبيعته . وتعطى شريعة الإسلام مفهوما دقيقا للمعروف وللمنكر ، اللذان يجب أن يتبعهما الأفراد
والمجتمعات .

على كل حال فالشريعة لا تحدد نفسها فى إعطاء قائمة بالأعمال الطيبة والأعمال الشريرة ، بل بالأحرى تعطى منهج حياة ، الغرض منه التأكد من الأعمل الطيبة تكون مثمرة للإنسان ، والأعمل الخبيثة ، لاتضر حياته .

ولتحقيق هذا الهدف ، فإن الشريعة تحتوى فى مبادئها كل ما يشجع الإنسان على استثمار الخير ، وتوضح له الطرق التى بها يزيل العقبات التى قد تمنع هذا الإستثمار . هذه المبادئ تؤدى إلى سلسلة من الأوامر بالمعروف التى تنشئ وتنمى الخير فى الإنسان ، وأخرى تنهاه عن المنكر الذى يكون عائقا للخير . وبالمثل ، فهناك قائمة جانبية للمنكرات التى تنشئ وتسمح للشرور أن تنمو .

فالشريعة تشكل المجتمع المسلم وتنميه للخير بدون قيود ، تنميه للحق والحقيقة فى كل مجالات الحياة . وفى نفس الوقت تزيل من أمامه العقبات فى سبيل الخير . وهى تحاول استئصال الفساد من النظام الإجتماعى وذلك بمنع حدوث الشرور ، وإزالة أسبابها من الظهور والنمو ، وذلك بغلق منابع الشر وانتشارها فى المجتمع ، وبتنبنى إجراءات للردع ، والسهر على حالة المجتمع لمنع وقوع مثل هذه الشرور .

بعض خواص الشريعة

تقوم الشريعة إذا على توصيف التوجيهات والنظم لأفرادنا ، كما تنظم حياة المجتمع ككل . هذه التوجيهاتِ المختلفة تؤثر على الممارسات الدينية، التصرفات الشخصية ، الأخلاق ، العادات، العِلاقات العائلية، والإجتماعية ، والشؤون الإقتصادية، والإدارية، حقوق وواجبات المواطنين، النظام القضائي ، قوانين الحرب والسلامِ وأخلقياته ، والعلاقاتِ الدولية . تقول لنا ذه التوجيهات ما هو الصحيح وما هو الفاسد ، ما هو النافع والمفيد للإنسان وما هو الضار والمؤذى له ؛ ما هى القيم الواجب علينا تنيمتها وتشجيعها ، وما هى الشرور التى يجب علينا إقتلاعها ومراقبة تفشيها فى المجتمع ، ما هو مجال علمنا الشخصى والإجتماعى وحدوده ؛ وفى النهاية ما هى الطرق التى يجب علينا أن نتبناها لإزدهار المجتمع ، وما هى الطرق التى يجب علينا نبذها والإبتعاد عنها . الشريعة هى منهج حياة متكاملة ، ونظام إجتماعى شامل .

خاصية أخرى رائعة للشريعة ، وهى أنها نظام عضوى متكامل . الطريقة الكلية المقترحة للحياة فى النظام الإسلامى هى طريقة حية ذات روح واحدة ، وكذلك مبنى واحد . ولهذا فيمكن تشبيهها بجسم الإنسان . إذا بترت ساقا من هذا الجسم ، لا يمكن أن تسميه ثمن ، أو سدس إنسان ، لأنه بعد فصلها عن جسم الإنسان لن تؤدى عملها ، كما لا يمكن إضافتها إلى حيوان آخر بغرض جعله إنسانا آخر بمجرد إضافة هذا الطرف ! وبالمثل لا يمكننا الحكم الصحيح على استخدام ، وكفاءة ، وجمال ، اليد ، العين ، الأنف ، فى الإنسان ، إذا انتزعناها عن الأصل من مكانها ، ومجال علمها فى جسم الإنسان الحى .

نفس الشئ يقال عن منهج الحياة المتصور من اشريعة . الإسلام يبين طريقة كاملة للحياة ، والتى لا يمكن تجزئتها إلى أجزاء منفصلة , وبالتالى ليس من الملائم إعتبار الأجزاء من الشريعة بعضها فى معزل عن بعض ، ولا أن تبتر منها جزأ وتسميه بأى إسم . الشريعة تعمل بيسر فقط إذا عمل بها الإنسان ككل متكامل
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م