آخر رجب
30 رجب 2هـ (27/01/0624م)
سرية عبد الله بن جحش (رضي الله عنه)
أرسل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عبد الله بن جحش (رضي الله عنه) في ثمانية من المهاجرين، وأعطاه كتاباً وأمره ألا ينظر فيه إلا بعد مسير يومين وينفذ ما فيه ولا يستكره أحداً من أصحابه على المضي معه في تنفيذ ما في الكتاب. وعند الوقت المحدد فتح عبد الله (رضي الله عنه) الكتاب فإذا فيه الأمر بالمسير إلى بطن نخلة (موقع بين مكة والطايف) ليترصد أخبار قريش. واستشار القايد عبد الله أصحابه فوافقوه على المضي وتنفيذ أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) فلما وصلوا المكان مرت قافلة لقريش تحمل زبيباً وبضاعة مما تتجار به قريش. وتدارس المجاهدون الموقف، هل يتركون القافلة أم يقاتلون أهلها وهم في الشهر الحرام؟ وفي نهاية الشورى أجمعوا على القتال والاستيلاء على القافلة، فقتلوا أحد المشركين وأسروا اثنين قدموا بهما إلى المدينة. فقال لهم النبي (صلى الله عليه وسلم) ما أمرتكم بقتال؟
واستغلت قريش هذه الحادثة لتشهر بالمسلمين وتدعي انتهاكهم للشهر الحرام، وفي السرية نزل قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنْ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ؟ قُلْ: قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ، وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ، وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنْ الْقَتْلِ، وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا، وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَيكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَأُوْلَيكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة/217]
|