تعاهدوا القلوب بالقرآن

[أبو عاصم]

أيها الاخوة والأخوات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول تعالى {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} لقد كثرت في هذا الزمن الصوارف والاعمال الدنيوية التي اشغلتنا معاشر المسلمين عن القرآن ، وتعددت تلك الملهيات ، وصاحب ذلك إهمال من صاحب النفس الانسانية، وكلما ضعف التماسك والتأثير بين القلب والقرآن .. كلما ابتعد العبد عن الصراط المستقيم . وكلما انشغل العبد بأمور دنيوية أوبقراءة كتب بعيدة عن كلام ربنا ..
كلما ازداد جهله بإمور دينه ودنياه سواء بسواء ... فقد تكون الصوارف ، من عدة طرق ، وبأساليب متعددة ، منها على سبيل المثال لا الحصر :
1-المادة ... نعم انشغل البعض منا بالبحث عن الدرهم والدينا، وما علم المسكين ... أن الرزق بيد منزل القرآن ...
2-البطر وسعة الرزق ... منا- وللإسف الشديد- من انشغل عن القرآن بالنعم التي أنعم الله عليه بها، من أموال وقصور ، وزينة ، ومراكب ، ومزارع ، ومصانع ... وغيرها،فالاولي أن تشكر الله أيها العبد على تلك النعم. بإرتباطك بكتابه لتستنير بهديه. وتستن بنوره .حتي يبارك الله لك . ولا تمحق بركة النعم لديك .
3- ومنا من انشغل بالهوى ..واتباع الموضة، وتحقيق .. كل الاماني .. وإن كان فيها معصية لله .. ولرسولة ... كسماع الاغاني .. ومتابعة القنوات الفضائية ، وغيرهما..
قال ابن القيم رحمه الله :
حب الكتاب وحب ألحان الغنا
............. في قلب عبد ليس يجتمعان
وما هكذا تشكر النعم ..
إن ما يجب أن يعرفه المسلم خطورة هذا الأمر . فالقرآن قد أنزله الله نورا في الأرض وبلسما للقلوب ،وحكما للعمل به،وطاعة أوامره واجتناب نهيه.
لن يسعد شخص انشغل عنه. ولن يشقى امرء حافظ على تلاوته والعلم والعمل به والتدبر، والنفكر...
قال تعالى {كتاب أنزلنا إليك مبارك ليدبروا آيته وليتذكر أولوا الألباب}
وقال صلى الله عليه وسلم [إن الله يرفع بهذا الكتبا أقواما ويضع آخرين] وراه مسلم..

شكرا لكم على حسن الانصات والقراءة ..

محبكم/ أبو عاصم

[أحمد علوي]

-
أخي / أبو عاصم ..
أيدك الله ..وتقبل منا ومنك .. وبارك لنا فيك

- الحديث عن القرآن حديث ذو شجون ، وكيف لا يكون كذلك وهو كلام ربنا جل جلاله ، وفيه شفاء لما في صدورنا ، وهو رحمة خالصة لنا ، وهو بصائر مشرقة لمن أراد أن يسير على ضوء وسط طوفان هذه الفتن في هذا العصر العجيب ..؟

- قال بعض الصالحين :
تفقد قلبك في خمسة مواطن ، فإن وجدته فاحمد الله ، وإلا فبادر لتسأل الله أن يهبك قلباً فإنه لا قلب لك ..!!
ثم أخذ يعدد هذه المواطن الخمسة :
قراءة القرآن بالتدبر .. مجالسة الصالحين بالأدب .. خلاء البطن بصيام النافلة .. قيام الليل لمناجاة الرب جل في علاه .. والتضرع عند السحر ..

- نسأل الله عز وجل أن يملأ قلوينا بأتوار القرآن الكريم ..
..

[أبو عاصم]

آمين ... آمين ... نسأل الله أن ينور قلوبنا بالقرآن

أثابك الله يا أخي العزيز على تلك الكلمات ... وجعلها في موازين حسناتك ....

والله الذي لا إله غيره إنك لتعجب كل العجب ..من أناس .. سعادتهم بين أيديهم .. نورهم ... دستورهم .... نصرهم ... فلاحهم ... في كلام ربهم !!!! أيا كانوا ... أفرادا .. وجماعات ... عامة ... وخاصة .... متعلمين ... وعاميين .... حكاما ومحكومين ...
كل هؤلاء فلاحهم وتوفيقهم .. نصرهم، في الدنيا والآخرة.. في كتاب ربهم ...

والعجيب في الأمر أنك تجدهم- إلا من رحم ربي - عن القرآن لاهون .. وفيما سواه متعلقون ... والله ... وتالله ... وبالله .. مرارا .. وتكرارا لن يفلح قوم هجروا القرآن .. هجروه تلاوة له .. وعملا بتوجيهاته ... وتطبيقا لاحكامه ....

والحديث هنا ذو شجون ... ولعلنا نورد هنا بعض الآداب التي نوصي تالي القرآن بمراعاتها عند التلاوة :
1-أن يقصد بالتلاوة وجه الله عز وجل ،فكل عمل لم يقصد به وجه الله فهجرته لما هاجر إليه .
2- أن يتلو القرآن على طهارة .
3- أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم قبل القراءة قال تعالى {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطن الرجيم }
4-أن تتلو القرآن بخشوع وتدبر لمعانيه قال تعالى {أفلا يتدبرون القرآنْ}
5-أن ترتل القرآن، اتفق العلماء على استحباب الترتيل لقوله تعالى {ورتل القرآن ترتيلا}
6- إذا مررت بآية رحمة اسأل الله تعالى من فضله ، وإذا مررت بآية عذاب فاستعذ بالله من الشر ومن العذاب, وذلك في غير الصلاة المفروضة.
7-أن ترفع صوتك بالقرآن فهوأفضل لتتعدى الفائدة للغير ، إلا إذا كان ثمت أذى لأحد كنائم ، أو مصلى .. أو هناك شخصاآخر يتلو وقد تشوش عليه ، فهنا تخفض صوتك ، وتسمع بها نفسك..
8- أن تسجد إذا مررت بآية سجدة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
9- أن تقرأ القرآن في مكان نظيف كالمسجد ، والمنزل ، والمدرسة.
10- أن لا تدخل بالمصحف مكان قضاء الحاجة .
11- قيل بأن القراءة نظرا .. أولى من القرآءة غيبا، والراجح: كلما كان أقرب للخشوع والتدبر فهو أولى سواء النظر أو الغيب .
12- استعمال السواك قبل التلاوة ..
13- من الافضل: استقبال القبلة عند التلاوة ، وأن يكون جالسا، ولو قرأ إلى غير القبلة أو كان قائما أو مضطجعا جاز . والله أعلم .
نسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع ، والعمل الصالح ،إنه ولي ذلك والقادر عليه .

أخوكم/ أبو عاصم