الخنساء والسنونو قلما منتدى السقيفة الأدبي أو لعلمهما قلمه برصاصتين.
ولهما أسلوب متميز ركبت له اسم (الخنونو)، أدرك وجهة كلامهما وأضل كثيرا من دروبه.
أجد فيه مزيجا من النقمة على واقع أليم والسخرية منه، هذه السخرية المغلفة بحجب الغموض لعل ذلك لتحاشي الرقيب. وهو أسلوب لا يقدر عليه إلا متمكن من اللغة.وقد وصف الشحوي لي أسلوبهما بأنه (( المترع بالصور والأخيلة))
وجهت لهما الدعوة لتشريف منتدانا هذا، وأحببت أن أقدم لكم هذين النصين مثالا على ذلك الأسلوب.
وأرحب بهما مقدما.
http://www.sakifah.com/vb/showthread.php?threadid=2002
-------
الخنساء:
سيدى ابن أحمد....
فى عصرنا آية .... اقذف ببصرك وستدركها ولا شك !
لا تصعر خدك ،، ولا تمعّر وجهك ،، أو ترفع عقيرتك باستنكار ...
فإنما قدمت عذرى قبل جريرتى ..
سيدى معذرة إليك.... !
نحوك هذا لا يروق لعقول جيلنا النخرة ..
وفصوله لا تستساغ من لدنا............. لذا :
أستميحك إعادةً لبنائه – كما يروق لنا بطبيعة الحال – بحذف وزيادة وتحجيم وتضخيم !
أما فصل الإغراء والتحذير فسيكون ميدانا للتضخيم بلا منازع ،، والتعجب والاستفهام عرضة للحذف ،،
أما الإثبات وفصل الأعلام فلم توفه حقه ،،،، فلأزيدنه من لدنى ....!!
والنفى والنكرات - بلا ريب – فحقه السـحــــــق !
أما مالاينصرف فسآذن بصرفه ....
وتحياتى لك سيدى .
.................هذا ما رأيناه ،وليدل كل ذى دلو بدلوه – بشرط العقلانية – لنستدرك على ابن أحمد نحوه ............
------------
السنونو:
حينما تستنوق الأباعر يصمت الحداء.............
حين امتطى الوالي كرسي الولاية
هدد ببعج العيون الشاخصة
وبقر البطون الخاوية وجب الحناجر النائحة
ولم يكذب خبرا…
وما علينا إلا شكره على صنيعه وما سوى التمجيد ترانا فاعلين.....! وعليه:
غداة غد أفارق الدار… هاجر للديار… لا غيث همى ولا قطر مدرار… لا تنعى ابنة معبد على مثلي العبر، أو تشق عليّ جيوب والأزرار، ما أكثر صهيل ديكة الحي ونعيب العنادل على المقابر.
شيطان يترحم على الأرواح الفاسقة!
مثلي بين فكيه يقتل، بينما غيري يمتطي المنابر، فطيم، عقيم، بهيم ويظل يكابر. كبالع حدي الموسى يحتضر…. بميلادك هللت القابلات مستبشرات. أزعر وابن منهاق، أبغل أم أصيل اعتلى الساق. زففن للتليد نبأ الوليد، بمقدمك استنوق بعيري وتأنثت ذكورة الذكور، شتان بين الذكورة والذكور، ابن الأمة حراً أصيلا، فليكن…! وليكن…!
والحمد لله الذي ألهمني سر قول ما لا يفهم.