أعز عباد الله
ما بال قلبك لم يخمد ولا انفطرا
...........كأنه حال من هول القضا حجرا
فذي أعز عباد الله كلهم
..........تذوي وأنت لديها سامع وترى
لو كان في السمع وقر والعيون عمى
.......وجدت عذرا لدمعٍ منك ما انهمرا
لو كنت أنت مكاني وابتليت أنا
...........لكان حبك حولي وارفا نضرا
بل كان طيلة عمري وارفا نضرا
……..وقد حباني الشذا والظلّ والثّمرا
فلو وُهِبْتُ لغات الأرضِ قلطبةً
……….وكان علمي في تعبيرها بحَرا
ورحتُ أنظم ما أسطيع مجتهدا
…..لبعض فضلك ثوبا لاشتكى القِصرا
يا حسرةُ غلّفت روحي بوطأتها
……..وأنشبت في ثناياها الأسى إِبَرا
عقود عمري راحت عدت في قلقٍ
…..من خوف فقدك مبغوما وقد ثُبِرا
أقولُ بُعدَكِ أعني الموت والهفي
…….كأن تغيير لفظٍ يدفع القدرا
ثم أكملت
رحلت فارتحل الأحبابُ كلهمُ
…….…فليتنا اثنين في لحدٍ معاً قُبِرا
فبعدَكِ الأفقُ حزنٌ والغيوم أسى
….والهَوْلُ في القلب ريّانٌ وقد مُطِرا
آمنت بالله واستمطرت رحمته
……على التي ذكرُها الرحمنَ ما فَترا
فَقْدانِ : أمٌّ سألت الله يرحمها
………..وأمّةٌ مجدُها في ذُلِّها قُبِرا
|