حتام تحجم "والرفيق" توارى ؟ **** والموت آتٍ يقصم الأعمارا
هلا اعتبارٌ والمنية غيّبت **** "عبدالحليم" وألحقته"نزارا" ؟
والآلة الحدباء – لهفي – لم تزل **** نحو المقابر تنقل "الزّوارا"
فأفق أُخيّ وناج ربّك صادقا **** واذرف دموع النادمين غزارا
قل جئت بابك يا إلهي تائبا **** أطوي إليك مفاوزاً وقفارا
أرجوك لا أرجو سواك لعلّما **** تمحو الذنوب وتنقل الأوزارا
قلها فباب التوب لم يغلق ولم **** يـزلِ الإله بعفـوه غفـارا
ما الفن ؟ ما الفنان ؟ ما العود الذي **** في كفه إذ يضرب الأوتارا ؟
ما الطبل ؟ ما القانون ؟ ما مزمارهم ؟ ***** ما آلة يدعونها القيثارا ؟
ما هذه الآلات ؟ أهي تقودنا **** للخير تبني للرّقيّ منارا ؟
لفحٌ من الشيطان يبغي ضرنا **** لما عصى واستكبر استكبارا
هي – والذي برأ الخليقة – منبتٌ **** للشر تثمر للعناء بوارا
أنسيتَ توبتك التي فرحت بها ***** كل الورى وتناقلوا الأخبارا ؟!!
ورفعت صوتك بالأذان مكبرا **** فكساك منه مهابة ووقارا
وتلوت آيات الكتاب نديةً **** ومضى الخشوع يزيدك استعبارا
الصالحون غداة ذاك تهللت **** قسماتهم واستبشروا استبشارا
والمغرضون كأنما حلت بهم **** أم الكوارث يطلبون الثارا
مُلئت صدورُهمُُ بحقدٍ أسودٍ **** وصوابهم يوم الفجيعة طارا
فتشاوروا وتآمروا ثم انبروا **** بحبائلٍ ومكائدٍ تتجارى
أخذوك من نور الهداية عنوةَ ***** لظلامهم وتسلقوا الأسوارا
فارجع إلى الرحمن رجعة صادقٍ **** واصدح بتوبتك النصوح جهارا
إن الهداية يا "محمد" رحلةٌ **** للنور ، من ذا يهجر الأنوارا ؟!!
إن الهداية يا "محمد" عيشةٌ **** مرضيةٌ تلقى بها الأبرارا
في جنة طابت وطاب نعيمها **** أنعم بذاك لدى الإله جوارا
--------------------------------------------------------------------------------
الأستاذ / علي بن حسن الحارثي
|