صبوح السّعد
الله أكبر ما أحلى الصدى الآتي
……….…………….فلتسلمي لِيَ يا أحلى الفراشاتِ
شكرا، فنعْمَ صَبوحُ السّعدِ ما حملت
……..…………….إليكِ من عندِ سُعدى بعضُ موجاتِ
تكادُ تمسكُ من شوقٍ تَرَدُّدَها
…………….………لو كان يمكنُ، لكن كيفَ؟ هيهاتِ
ماذا ابتسامكَ؟ عهدي كنتَ في ألمٍ
……………………….أكلُّ هذا لخمسٍ من كُلَيماتِ
تعدادُها الخمْسُ لكنْ فضلُها جلَلٌ
……………………كركعة البيتِ كم عُدَّتْ بركْعاتِ
هذا التلجلج إعجازٌ فصاحتُهُ
……………………..من دونها روعةً كلُّ الفصاحاتِ
أرى كيانيَ بالإيقاعِ مخـتلِجاً
……………………..كقارئ الذِّكْرِ مأخوذاً بآياتِ
كم خفتُ من لهبٍ فيها تؤجّجه
…………………………..واليومَ أرنو لأنهارٍ وجنّاتِ
تجسّدَ الصوتُ بحْراً موجُه لجبٌ
……………………..طغى على البرِّ طوفانُ اللذاذاتِ
والله ما كنتِ مذ أودعتِ في خلدي
………………………………إلا مقرِّرَ أفراحي وآهاتي
قنـعتُ منكِ بما تُسدينه كرماً
………………..فألف شكرٍ على ما جُدْتِ مولاتي
يشكو المعاناةَ عُشّاقٌ بها بَرِموا
…………………………..وإن لي شرفاً فيكِ مُعاناتي
وفيكِ حُبِّيَ لا إثمٌ ولا وزرٌ
………………………وفيكِ حينا لأقوامٍ مُعاداتي
لِفرْطِ حبّيكِ في قلبي -مُكرَّمةً-
……………………أغُضُّ طرْفِيَ حتى في خيالاتي
صرْتُ الضّنينَ على نفسي بِمُلهِمَتي
………………….أقولُ:"أمركِ" حتى في مناجاتي
سمراءُ ما غِبْتِ يوما مذ طُويتِ فما
………………..بالوهْمِ قيلَ مضى، حقّاً هو الآتي
فما سواكِ- وكم من رايةٍ نُشِرتْ -
…………………..لي رايةٌ فاخفقي يا خير راياتِ
وإن تواريتِ عن عينٍ فأنتِ هنا
………….في القلبِ والروحِ فوق الأهلِ والذّاتِ
فداءُ ظلّك راياتٌ مزخرفةٌ
…………………..وإن رمزْنَ إلى شتّى الشّعارات
صارت لهنّ السواري الصلبَ أو خشباً
…………….والرّوحُ ساريكِ والخفْقاتُ خفْقاتي
أرجّعُ الصوتَ في صحوٍ وفي حلُمٍ
………………….……….به أُصبِّرُ نفسي للملاقاةِ
لولا قتامٌ علا روحي بِظُلْمَتِهِ
…………………..لشعشع النور منها للسماواتِ
|