العشماوي يكتب قصيدة عن الشهيد رامي الدرّة
كتب الدكتور عبدالرحمن العشماوي قصيدة يصف فيها حال الطفل الفلسطيني يقول فيها :
يارامي إجلسْ ياولدي .......... وتجنبْ قَصْفَهمُ الدامي
يارامي اجلس من خلفي .......... وتترس منهم بعظامي
اجلسْ ياولدي من خَلْفي .......... لاتنهـضْ فالموتُ أمامي
طلقاتُ رصاصِ يا وَ يحي .......... إلصَقْ في ظهري يا رامي
طلقاتُ رصاصٍ يا ويحي .......... ادخل في جسمي يا رامي
احذرْ فالأرض بما صنعوا .......... تتزلـزَلُ تحتَ الأقـدامِ
طلقات رصاصٍ يا أبتي .......... أُسكتْ يا ولدي يا رامي
أفديك بروحي يا أبتي .......... أسكت يا ولدي يا رامي
أحميك بجسمي يا أبتي .......... أسكت فالله هو الحامي
احذرْ يا ولدي قد فتحوا .......... رشاش الحقدِ المتنامي
طلقاتُ رصاصٍ صَرَخاتْ .......... ترسم خارطةَ الآلام
طلقاتُ رصاصٍ وسكونٌ .......... يتحدثُ عن موتِ غُلام
طلقاتُ رصاصٍ يا ويلي .......... يا فِلْذَةَ كَبِدي يا رامي
طلقاتُ رصاصٍ ما بالي .......... لا أسمع صوتك يا رامي
يا فرحة عمري يا ولدي .......... يا سرَّ صفائي يا رامي
ما بالُ يديكَ قد ارتختا .......... ما بالُك تجمد يا رامي
قل لي يا ولدي حدِّثْني .......... بالغْ في شتمي وخصامي
لكنْ يا ولدي لا تسكتْ .......... لا تقتلْ زهرة أحلامي
أنفاسُكَ يا رامي سكنت .......... سكنتْ أنفاسُك يا رامي
هل مات حبيبي هل طُويتْ .......... صفحتُه قبل َ الإتمامِ؟!
يا أهل النَّخوة من قومي .......... من يَمَنِ العُربِ إلى الشام
يا أهل صلاةٍ وخشوعٍ .......... يا أهل لباس الإحرام
يا كلَّ أبٍ يرحم ابناً .......... يا كلَّ رجال الإسلامِ
يا أهلَ الأبواق أجيبوا .......... يا أهل السَّبْق الإعلامي
يا هيئةَ أممٍ مُقْعَدَةً .......... تشكو آلافَ الأورامِ
يا مجلسَ خوفٍ أحسَبُه .......... أصبح مأجورَ الأقلام
يا أهل العولمةِ الكبرى .......... يا أخْلَصَ جندِ الحاخامِ
يا من سطَّرتم مأساتي .......... ورفعتم شأن الأقزام
يا أهل النَّخوة في الدنيا .......... أوَلستم أنصار سلام؟؟
أسلامٌ أن تُسرق أرضي .......... أن يقتل في حضني رامي؟؟
ما بالي يتلاشى صوتي .......... لم أبصرْ جَبْهةَ مقدامِ
طلقاتُ رصاصٍ أشلاءٌ .......... نارٌ كالحةُ الإضرامِ
طلقات رصاصٍ صُبُّوها ......... إنْ شئتم في قلبي الدامي
صبُّوها في هامة رأسي .......... وجميع عروقي وعظامي
فالآنَ تساوتْ في نظري .......... أوصافُ ضياءٍ وظلامٍ
والآنَ تشابَهَ في سمعي .......... صوت الرشاش وأنغامي
والآنَ سيمكث في قلبي .......... لن يرحلَ من قلبي رامي
لن أنسى نظرته العَطْشَى .......... لن أنسى مَبْسِمَه الدَّامي
لن أنسى الخوفَ يعلِّقه .......... بذراعي اليُمنى وحزامي
حاولتُ استجداءَ الباغي .......... وبعثت نداء استرحامِ
لكنَّ نداءاتي اصطدمتْ .......... بجمود قلوبِ الأصنامِ
هل قتلوا رامي ؟؟ ما قتلوا......... فحبيبي مصدرُ إلهامي
مازال حبيبي يَتْبَعُني ........... ويسير ورائي وأمامي
سأجهِّز إخوتـه حتى ............ يتألـَّق فجرُ الإسـلام
|