تحية شعرية للمفتوحة و روادها
أيها الاخوة و الأخوات
أكرمني أخي أبو طه و أختنا العنود النبطية بالتعريج على مشاركاتي في الخيمة الأدبية و بدعاية كريمة لنا هنا فجئت هنا بهذه المشاركة من قبل رد الجميل و جزاء الإحسان بالإحسان.
و قبل المشاركة أريد تنبيه الجميع إلى أن القصيدة – أي قصيدة – ليست إعلان مبادئ و إنما هي مجرد تعبير عن فكرة معينة و حالة نفسية راهنة للشاعر وقت إنشائها. كل قصيدة لها ظروفها المعنوية و النفسية فأرجو أن يعذرني البعض في هجومي على حواء في إحدى قصائدي و اعتبارها مجرد رد فعل على إحساس بإحباط معين في لحظة من لحظات الزمن.
القصيدة لوحة فنية مرسومة بالكلمات و إذا اختلفنا مع بعض تفاصيل اللوحة لن يفوتنا أن نقيم مقدرة الشاعر – أي شاعر – في إتقان رسمه بغض النظر عن اختلافنا معه في بعض التفاصيل. و ما عدا ذلك هو قولبة للفن من هذا المنظور أو ذاك.
هذا و بما أنكم خيمة مفتوحة على شتى الملل و النحل فقد قررت أن تكون المشاركة بأكثر من قصيدة في أكثر من اتجاه فان أعجبتكم أعدكم عندئذ بمشاركة شهرية إن شاء الله:
أولا:
قصائد إلى أبي طه و من معه منهم:
(1)
ثورة الحجارة
ذ ُهـلَ الـيـهود ُ و قد رأوا تلك َ الحـجارة ْ
مـن ذلـك الـجــبـَّـارُ ينبض بالبطولة ْ
من ذا الذي جـعـل الـطـغـاة َ
على مـوائـدهِ ولا ئــم ْ
--
هــو مـارد ٌ
يـَـسـْـقي أعـاديـه ِ الـهـزائــم ْ
? و ســلاحــه
في الأرضِ ِ مـوجـود ٌ و دائِــم ْ
----
ذ ُهـِـل َ الـيـهـود ُ و قد ْ رأوا تـلـكَ الـحـجارة ْ
تـنـهال كالـبركان ِ في حِـمـم ٍ مُـثـارة ْ
أبـناء ُ أجـيـال الـهـزائـِـم ِ
غـيـَّـروا نـمـط َ الـخـسـارة ْ
هـا بـالـحـجـارة ِ حـطـَّـموا
خـصْـمـا يـفـوقـهـمُ مـهـارة ْ
هـزموا الـمـدجـَّـج َ
بالسلاح ِ
و بالعلوم ِ
و بالحـقــارة ْ
--
الـطـفـلُ لم تـلـهـيـه ِ ألـعـاب ُ الـطـفولـة ْ
عن حـقـه ِ الـمـسـلـوب ِ
فـاغـتـصـب َ الـرُّجـولـة ْ
(2)
( الفدائي )
سَـأقاتِلْ
غَـيْـرَ هَـيَّـابٍ وَ جـافِـلْ
و المـسـائِـلْ ؟
كالـمَـحـافِـلْ
كُـلُّ مَـنْ فـيـها مـخاتِـلْ
ليسَ عِـندي مِنْ بـدائِلْ
فاسْـتــوتْ عندي الـمَـسائِلْ
لـسـتُ سـائلْ
عن جُـحـودٍ و جَـمـائِـلْ
و نما فِيَّ الـمُـقـاتِـلْ
سـأُواصِــلْ
لأقـاتِـلْ
******
في تُـراثـي
كـلُّ جـربـوعٍ ٍ و ضَـبٍ
كـلُّ سـبْـع ٍ
كـلُّ ذِئـبٍ
بينَ مـقْـتـولٍ
و قـاتلْ
سأقاتلْ
(3)
حوار مع غبي
***********
عـيـون ٌ واحـة ٌ سـجـن ٌ و مـخـْـفـرْ
رَضـابٌ بـلـْـســمٌ شَــهْــدٌ و سـكـَّـرْ
و خـدٌ بـاقـة ٌ زهـرٌ و فـــل ٌ
نـُـعـومَـة ُ مـخـمـل ٍ و اللـون ُ أحـمـرْ
و مَـوَّجَ شـعْـرهـا لـيـل ٌ عـنـيـف ٌ
و هَـبَّــتْ نَـسـْــمـة ٌ فـغـدا مـبـَـعْــثَـرْ
يـعـار ِضُ لـيـلَـه ُ في الـوجـْـهِ صـبـح ٌ
من الأ سـحـار ِ مـنـْـبَـلِـجٌ مُـعَـطـَّـرْ
و مَـبْـسِـمُـهـا اللـطيفُ يُـشـيـع ُ أ ُ نْــسـا
مـنَ الـجَـنـَّـاتِ مُـقـْـتَـبَــسٌ مُـسَـطـَّـرْ
و بـيْـنَ الـنـَّـحْـر ِ و الأ قـْـراطِ درب ٌ
طــويل ٌ فـاْ شْــتَـهِـي الـنـَّـصـرَ الـمُـؤَزَّرْ
و إن تَـبْـرزْ عـلـيـكَ كـأن َّ غـصـنا
مـن الـبـانِ الـطـَـرِيِّ إذا تـمـخـْـطـَـرْ
فـقـال مـُـجـالِـسي : أ كَـمِـثـْــل ِ بـدر ٍ
فـقـلـْـت ُ : جـمـالـُـهـا أز ْهىَ و أخـْـطـَـرْ
فقال : أسِــحْــرُهـا من فِـعْـل ِ جـِــن ٍ
فقلت ُ مُـجـاوبًـا : أقــوىَ و أسـْــحَـرْ
فقال : وهـلْ هـواكَ كـمِـثـْـل ِ قـيــس ٍ
سَـخِـرْتُ مـن الـغـَـبـِـيِ و قلت ُ : أكْــثــرْ
(4)
الفقير العاشق
***
أيـا حًــسْـنـاءُ يـا سَــحَـرُ
أيـا حَـوْراءُ يـا قَــمَـــــــرُ
وَهَـبْـتُـكِ صَـفـْـوَ أحْـلامـي
وَ هـا أنــا بَـعْـدُ أنـْـتَـظِـــرُ
ضِـيـاؤكِ مُـدْبِـرٌ عَـنـِّـــي
وَ قَـلـْـبي كـادَ يَـنـْـكَـسِِــرُ
قـَـرأتُ قـَصـائدي غـَـــزَلاً
وَ دَمْـعُ الـعَـيْـنِ يَـنْـهَـمِــــرُ
فـأحْـلامـي وَ آمــــالــي
عَـلىَ خَــدَّيْـــكِ تَـنْـحَـصِـرُ
خُـذي عُـمْـري وَ هـاتي لِـــي
سُـوَيْـعـاتٍ هِـيَ الـعُــمُــــرُ
وَ هـاتي لِي ابْـتِـسامـــــاتٍ
مِـنَ الـجَـنَّـاتِ تـَـنْـحَــــدِرُ
أُقَـدِّمُ خـافِـقـي رَهـْـنــــاً
لَـعَـلَّ الـحُـبَّ يَـنْـتَـصِــــرُ
!!
فقالتْ : أنـــتَ؟! مَـنْ أنـْـتَ؟
ثِـيـابُـكَ خِـرْقَــة ٌ أثَــــرُ !! -
وَ شَـعْـرٌ فـيـكَ مَـنْـفــوش ٌ
كَـعُـشْـبٍ لا ثَــهُ الـمَـطَــرُ !-
حِـذاؤكَ فـيـهِ تَـخْـريـــمٌ
وَ لَـيْـسَ تـَـسُـدُّهُ الإبر !! -
وَ جَـيْـبُـكَ ضـامِـرٌ أبَـــداً
كَـأنَّ ضُـمــــــــورَهُ قَــدَرُ
حَـفَـرْتَ بِـرِجْـلِـــكَ الأرْضَ
شَـكـاكَ الـصَّـخْـرُ وَ الـحَـجَـرُ
وَ لَـيْـسَ لَـدَيْـكَ مَـرْكَـبَــة ٌ
مُـرَفـَّـهَـةٌ وَ تـَـفـْـتَـخِـرُ !! -
وَ في يَـــــوْم ٍ بِـحـافـِلِـة ٍ
مَـعَ الـرُّكـَّـابِ تـَـنـْـحَـشِــرُ
مَـتىَ تـَخـْشىَ وَ تـَـسْـتَحيي؟!
أ يـا مَـكْـدودُ يا هَــــــــدَرُ
فـقـُلـْتُ: ألَـسْتُ إنسانا
وَ لِـلـْـخـْـلاقِ انـْتَــــصِـرُ ؟؟-
أ لَـسْـتُ رقـيـقَ إحساس ٍ
وَ شِـعْـري نـَـفـْحُـهُ عَـطِــرُ ؟؟-
وُلِـدْنـا دونَ أثـْــــــوابٍ
و لا أصـْـبـاغَ !! يـا قـَـــــمَـرُ
و إن مِـتـْـنـا فـَـسِـيَّـــان ِ
ثِـيـابٌ بـيـضُ أوْ غـُـبُــــــرُ
وَ لَوْ كُـنـَّـنـا تـَـنـاقـَضْـنا
غِـنـايَ وَ فـَـقـْـرُكِ الـعِـبَــــرُ
لَـكُـنـْـتُ بِـرُغـْـمِ أمْـوالي
يَـتِـيـهُ بِـحُـسْـنِـكِ الـبَـصَـــرُ
أغـَـنـِّي عَـيْـنـَكِ الـحَـوْرا
وَ مِـنْ خـَـدَّيْـكِ أعْـتـَـصِــــرُ
و أحْـسِـدُ ثـَـوْبَـكِ الـبـالي
بِـقـُـرْبٍ مِـنـْـكِ مُـنـْـتـَـصِــرُ
وَ أعْـذُرُ فيـهِ تـَـمْـزيـقــاً
كَـذا الـعْـشَّـاقُ تـَـنـْـتَـحِـــرُ!-
***
أجَـابَـتـْـني بِـقـَهْـقـَــةٍ
وَ حَـلـَّـقَ حَـوْلـَـنـا الـبَـشَـرُ !! -
وَ قـالَـتْ : أنـْـتَ مِـغـرورٌ
عَـلىَ الأحْـلام ِ تـَـقـْتـَصِــــرُ !! -
إذا انـْـعَـكَـسَـتْ مراكِـزُنـا
(فقـابِـلْـني)! يَـكُـنْ خَـبَـــرُ !! -
(5)
الثرىَ الطائر
هذا الـثـَّـرىَ لـكَ يـا أخـي
مهما اعـْـتـَــلَـيْـتْ
هذا الـثـرى حـتْـم عليك َ
و لو بَـقَـيـْـت ْ
طِــرْ في السماءِ مـحـلـِّـقـا
فـهـنـا تـعـودُ إذا انْـتـَـهـيْـتْ
سـتـكونُ يوما تـربـة مهما عرفت َ و ما دَرَيـْـتْ
و الـشَّـاهـقـاتُ من الـمـبـاني إن شَـريْـتَ و إن بـنـيْـتْ
تـبْـقـىَ هُـنـا
فوق الـتـُّـرابْ
و سـواك َ تـورثـُــهُ الــسـِّــلابْ
لـك َ مـا أكـلْــت َ أو ِ ارْ تَـوَيـْـــتْ
لـكَ مـا عـَــمِــاـْــت َ
إن ِ اهـْـتــديـْـــت ْ
__________________
*
يعيرني أني لقوميَ أنتمي
فقلت لهُ: إني بذاك فخورُ
سلاسل أنساب ٍ لنا عربية ٌ
و قومٌ كريمٌ كلهمْ و جسورُ
و ( أنتَ ) إذا صحَّ انتسابك للذرىَ
فلا شكَّ فرعٌ يابسٌ و صغيرُ!
*
|