السلام ورحمة الله وبركاته:
استكمالا لما بدأت به من ذكر صور الغلو فى حق النبى صلى الله عليه وسلم ، أقول وبالله التوفيق:
2- من صور الغلو : طلب مغفرة الذنوب منه صلى الله عليه وسلم وأن يدخله الجنة ، وهذه الأمور خاصة بالله سبحانه لا يشركه أحد فيها بل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجو أن يدخله الله الجنة برحمته كما روى الامام مسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لن يدخل الجنة أحد منكم بعمله قالوا : ولا أنت يا رسول الله قال : ولا انا الا أن يتغمدنى الله برحمة منه وفضل).
3- ومن صور الغلوالسفر لقصد زيارة قبره صلى الله عليه وسلم وهذا منهى عنه باتفاق الصحابة لما روى الشيخان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الاقصى ومسجدى هذا )واعلم - اخا الايمان - أن كل حديث روى فى فضيلة شد الرحال الى قبره سواء بعد الحج والعمرة أو غير ذلك فهو موضوع لايصح عنه كما صرح بذلك جمع من الائمة.
4- ومن صور الغلو : اعتقاد ان فضيلة الحرم المدنى بسبب وجود قبر النبى صلى الله عليه وسلم وهذا خطأ فادح إذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فضل الصلاة فيه قبل أن يموت فمن ثم قبل أن يدفن فيه ، وأيضا مما يوضح هذا الخطأ فى الفهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأمر بدفنه فى المسجد بل دفن فى خارجه ، وعلى هذا جرى عمل الصحابة الكرام من بعده حتى أدخله بعض الغالطين بعد ذلك فى المسجد لما اراد توسعته.
وأخيرا إذا كان الغلو منهيا عنه فى حق رسول الله صلى الله عليه وسلم فغيره من الأولياء والصالحين أولى وأحرى أن ينهى عنه ، فمن ثم اعلم أن ما نراه منتشرا فى بلدان المسلمين من إدخال القبور فى المساجد محرم منهى عنه بل لاتصح الصلاة فيه ، فتنبه.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته