سلاف ..... قصيدة جميلة ، و أجمل ما فيها أنك ترصد وبدقة علاقة البحار بالنجم ، فهو حقاًّ نعم الصديق للبحارة ، حين يخذلهم الفولاذ والخشب ! صورة الملاح المرتبط بالسماء في هذا البيت :
سمعتُ بالقلبِ صوتاً خَلِّ دفّتَهُ
========== من يعشق النجمَ لا تودي به النُّوَبُ
تعكس ذروة الولاء للنجم ، والثقة به ، وترقب النجاة بشعاعه ، شعاع المحبة ، لا شعاع الخلاص كما هو مفترض أو متوقع !
ولا أملك يا سلاف أن أنبس بحرف أمام هذين البيتين :
======لا تتخذهُ بيومٍ سلَّماً وبِه
=========== ترقى إليَّ لناري يرتقي الحطبُ
------ إن أحترقْ بك يوما ذاك ما خُلِقتْ
-------------- له الفراشاتُ إذ للنورِ تقتربُ
أيكون الاحتراق والذوبان في الآخر غاية الحب ؟! أم أنها التضحية بالروح من أجله ؟! أو تراها إشارة إلى ما تؤول إليه علاقة مستحيلة بين ملاح هائم ، ونجم يهديه في حيرته !
تدارك البحار في البيتين الأخيرين جاء جميلاً جداًّ
---- - ما ضرّ أن يأخذ الأشياءَ واهبُها
-------------- فاقطع شعاعَكَ يلحقْ بي إذن ثَغَبُ
------ رحماكَ يا نجمُ إني اليومَ ممتثلٌ
-------------- لـما تشاءُ فهبْ لي منكَ ما تهبُ
ففي صدر البيت الأول ينطق بالحكمة ، ولكنها الحكمة التي تنسف ما سبقها من مواقف ، يرجو فيها الاحتراق إن كان ثمناً للوصل ! ثم ينتبه إلى ما تفوه به ، ويعود إلى مناجاة النجم ويسترحمه ، فقد أدرك عظم ما قال فتراجع عنه سريعاً ، ورضي منه بعطائه ، والنجم لا يهب إلا شعاعه ، ونسعد به ، فهذا الشعاع ضوء فنار يهتدي به الملاح في العاصفة !
مسكين ملاحك يا سلاف عشق نجماً ، والنجوم بعيدة بعيدة ، لا تنال ! تؤلمنا أعناقنا حين تشرئب لتأمل جمالها لحظات ، فكيف بمن يرنو لها ليله كله ؟؟؟!!!
شاعر رائع أنت يا سلاف !