أخي سلاف
بالنسبة لقول الفرزدق فالذي أحفظه أنها وهي كما ذكرت اسم كان بالرفع كانت لاؤه نعم ُ, بضم الهمزة وهذا هو الموافق للنحو وهكذا تعلمناه.
لو كانت على هذا الوجه: كانت لاءَه نعمُ فإنه عندئذ تصير نعم إسم كان مؤخر بحسب المقام وهو هنا للقافية وتكون لاءه خبر كان, وهذا هجاء عندئذ لا مدح لأنه تصير النعم عنده لاء ً.
تقدير الكلام عندئذ: كانت نعم ٌ لاءه يعني حتى نعم عنده لا والمقصود مدحه بقول نعم دائما إنما منعه التشهد من ذلك.
وهذا الأمر واقع في اللغة بالتقدير كقول أحد الصحابة لما سئل كيف أصبحت؟ قال: خير ٍ, قالها ابتداء وقدر على في كلامه أي على خير ٍ, كذلك قول بعض العرب: والله ما هي بنعم الولد, المعنى ما هي بمقول فيها: نعم الولد لأن حرف الجر لا يدخل على الأفعال الجامدة والمتصرفة فلا نقول طبعا: كان الولد بيذهب لأن حروف الجر من خصائص الإسم كما قال الحريري أبو القاسم في ملحة الإعراب وأنا مستعد لشرحها وأرجو أن أذكره كما هو:
والإسم ما يدخله من وإلى... أو كان مجرورا بحتى وعلى
والفعل ما يدخل قد والسين... عليه مثل بان أو يبين ُ
أو لحقته تاء من يحدث ... كقولهم في ليس لست أنفث ُ
أما ما ورد في الشعر من هذا النحو فهو أيضا مقدر فيه محذوف كقول الشاعر:
والله ما ليلي بنام صاحبه ... ولا مخالط الليان جانبه
فالمعنى والله ما ليلي بمقول فيه نام صاحبه أو ما بالذي نام صاحبه.
ويكون عندها تقدير كلام الفرزدق: لولا التشهد كانت لاؤه هي الكلمة: نعم ٌ
بالنسبة لكتابة الكلمة بالواو فهذا أيضا واقع في كتب الشعر فبعضهم عند الإشباع يكتبها وبعضهم يشبع الحركة فقط والثاني هو الأكثر استعمالا.
لا فض الله فميكما
سلاف هل ورد عليك من قبل أن ضرورة جمعها ضرائر؟ ضرائر جمع ضرة سميت به لأنها تتضرر من غيرتها.
أما بيت الشعر فخذه يا صاحب صاحب الطير:
رهبان مدين والذين عهدتهم ... يبكون من حذر العذاب قعودا
صاحب الطير
|