أخي هانئ
شعر جميل، بناءا ومعنى، وفقك الله.
وهنا فائدة تتعلق بالروي المقيد (الساكن) فحسب كتب العروض يلزم في ما يسبقه التقيد بحركة واحدة، ويسمى خلاف ذلك بسناد التوجيه، والتوجيه حركة ما قبل الروي المقيد،والسناد اختلافه أو اختلافها، كما في كلمتي (المنحدَرْ،تستعِرْ) وشاهده في كتاب أهدى سبيل إلى علمي الخليل قول رؤبة من مشطور الرجز
وقائم الأعماقِ خاوي المختَرَقْ
ألّف شتّى ليس بالراعي الحَمِقْ
شذّابة عنها شذى الّبع السّحُقْ
ومنه قول المتنبي :
فهمت الكتابَ أبرّ الكتُبْ
................فسمعاً لأمرِ أمير العرَبْ
وما عاقني غير خوف الوشاةِ
...........وإنّ الوشاياتِ طُرْقُ الكَذِبْ
وجاء في كتاب (العيون الغامزة) ما يفيد التخفيف من إلحاق العيب بهذا السناد
:" والأخفش يرى أن اختلاف الإشباع أفحش، مستنِدا مستندا إلى كثرة تعاقب الحركات قبل الروي المقيد في أشعار العرب كول امرئ القيس:
فلا وأبيكِ ابنةَ العامريّ
.............. لا يدّعي القومُ أني أفِرّْ
إذا ركبوا الخيلَ واستلأموا
........... تحرّقت الأرضُ واليومُ قَرْ
ومن ذلك وقد ذكرتني به قصيدتك قول أبي القاسم الشّابي
إذا الشعب يوما أراد الحياةَ
..............فلا بد أن يستجيب القدَرْ
ولا بدّ لليل أن ينجلي
..............ولا بدّ للقيدِ أن ينكسِرْ
وأكرر أني ما سقت ذلك إلا للفائدة، وحسبك أن تكون في هذا مع المتنبي وامرئ القيس.
وألاحظ كثرة هذا السناد في المتقارب خاصة، ولعله فيه يسلس أكثر مما يسلس في سواه.
ولعلّ لأخي عمر مطر مقالا هنا.
|