هموم الحاوي
لأن الحزن ينزف في دمي أنفاسه الحرّى
لأن الحزن ينزف من فمي فأظنه شعرا
==== تلوّن كل ما أهواه في دنيايَ بالألمِ
==== وأوشك قلبيَ المسكينُ ينكر آية القلمِ
فزعتُ ورحت أطفئ شكّه ودموعه الحيرى
==== وعدت وهمهمات الشك تصرخ في شقوق دمي
عدوت بكل أشعاري إلى وادٍ من الجدْبِ
إلى وطنٍ صلبناهُ على عصرية الغربِ
==== وقفت همست "كنْ" فاهتزّ مني ساخرًا صوتي
==== بكيت وصحت "كن كن كن" فلم أشهد سوى الصمت
صرخت وقد جننت "وما يفيد الشعر يا ربي
==== إذا لم يزرع الأرواح وسْط عواصف الموت؟!"
لماذا تعشقين معازفي يا ربة الفنِّ؟
وقعت بأسر ألحاني .. ترى لم تعرفي أني
==== لكي تتردد الأنفاسُ في حرفين أختنقُ؟!
==== لكي تتلألأ الأضواء في بيتين أحترقُ؟!
أذيب مشاعري ومعارفي فتسيل في لحنٍ
==== أغنيه وأكتبه فيخمد صوتَه الورقُ !
وماذا بعدُ؟ ماذا بعد ديوانِ وديوانينْ؟
أأنت مهندسٌ أم شاعرٌ أم لست في الإثنين؟
==== ألن تتوحش الآلات في يوم من الأيام
==== فتلتهم التروس الشعر والأوزان والأنغام
وتبحث جاهدًا عن عهدك الماضي ولكن أين؟!
وتندم عمرك الباقي على ما راح من أعوام؟!
|